أربدك-Arbdk

شجرة أعياد الميلاد تزدهر وتجلب عائدا اقتصاديا للدنمارك




(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

تظل شجرة أعياد الميلاد في الدنمارك سيدة المكان سواء في شرفات المقاهي أو في الأسواق الممتازة أو في مداخل محطات السكك الحديدية ومحطات مترو الأنفاق، لكونها أصبحت، مع مرور الوقت، أكثر من تقليد مسيحي، بل سوقا تزدهر بقوة في هذا البلد.
ويتدفق تقليديا سكان كوبنهاغن بشكل جماعي يوم الأحد الأخير من شهر نوفمبر إلى ساحة رادزوبلادسن الشهيرة، التي توجد في قلب العاصمة الدنماركية، من أجل إظهار الإعجاب بشجرة أعياد الميلاد التي يبلغ ارتفاعها نحو 20 مترا.
وتوجد شجرة أعياد الميلاد بكثرة سواء في الساحات العمومية أو الأماكن الخاصة، لدرجة أن المدينة تتحول إلى كرنفال من الألوان والأضواء.
وتتنافس أكشاك الأسواق بعرض منتجات لتزيين أشجار أعياد الميلاد بتسويق النجمات التي توضع فوق الشجرة مع أكاليل مضيئة بسيطة ملونة أو بيضاء، وأشرطة وسلاسل متلألئة، وكذا كرات لامعة متعددة الألوان، وشرائط من البلاستيك والألومنيوم تحاكي الثلج والجليد الذي يرمز إلى فصل الشتاء.
وقد ألهمت شجرة أعياد الميلاد، التي وصلت إلى اسكندنافيا انطلاقا من ألمانيا لتنتشر على نطاق واسع منذ القرن التاسع عشر، المغامرين ومؤلفي الأغاني الانجيلية ومشاهد المهد، لدرجة أنها أصبحت رمزا للبلاغة لدى المسيحيين.
وإذا كان صحيحا أن صورة الشجرة كرمز لتجديد الحياة من المواضيع التقليدية في العالم القديم خلال القرون الوسطى، فإن تقاليد إعداد شجرة أعياد الميلاد تعود إلى عصر النهضة في البلدان الجرمانية.
وانتشر هذا التقليد البروتستانتي الاسكندنافي والجرماني في المدن والقرى حينما وصلت إلى الدول الاسكندنافية لتتم الإشارة إليها للمرة الأولى في القرن السادس عشر (في السويد سنة 1741 وفي النرويج سنة 1808).
وأصبحت شجرة أعياد الميلاد عنصرا للاستهلاك الواسع خلال شهر دجنبر من كل سنة، ويتم تخصيص مزارع لتوفير الطلب من أجل الحد من عمليات قطعها في الغابات.
وهذا هو الحال بالنسبة للدنمارك حيث يتم شحن أكثر من 10 ملايين شجرة كل سنة لتزيين المنازل في ألمانيا وبريطانيا وهولندا والنرويج وبولونيا.
ويعتبر هذا البلد الاسكندنافي، مع رقم معاملات بنحو 1.3 مليار كرونة دنماركية، أكبر مصدر لأشجار أعياد الميلاد في العالم، وذلك بفضل على، على الخصوص، نوعه الرئيسي الذي يدعى “نوردمان”، والذي ظهر في الآونة الأخيرة في السوق ويستمر الإقبال عليه رغم رائحته الغير فواحة.
وقد تكيف هذا النوع الجديد، ذي الأصول القوقازية، بسرعة مع ظروف وخبرة هذا البلد الشمال أوروبي حيث عوض الأنواع النرويجية والأنواع الزرقاء وأشجار الصنوبر لدرجة أنه يستجيب حاليا لنحو 80 في المائة من الطلب المحلي و 40 في المائة من الطلب في النرويج.
وقال برنت يوهان كوليت، الخبير في إحدى المزارع الدنماركية التي تنتج سنويا نحو 600 ألف شجرة، “يجب عليك حينما تقرر زرع أشجار أعياد الميلاد أن تدرك أن الأمر يتعلق بعملية بطيئة”.
وأشار إلى أن العملية “قد تستغرق أربع سنوات لزراعة البذور وثماني سنوات أخرى من أجل أن تصل الشجرة إلى الحجم الصحيح”.
وتحتاج الشجرة المثالية إلى مناخ معتدل بدون صقيع خلال الربيع، وتربة رملية، على أنه ينبغي زرعها في مرتفع بدلا من أماكن قرب الوديان.
واعتبر هذا الخبير، الذي تولى مسؤولية هذه المزرعة منذ سنة 1968، أن “المناخ الساحلي في الدنمارك مناسب لأشجار أعياد الميلاد، خلافا لباقي البلدان الاسكندنافية حيث غالبا ما تكون الأجواء باردة جدا”، مبرزا أن ذلك ما يفسر كون “نحو 75 في المائة من أشجار نوردمان التي تباع في النرويج يتم استقدامها من الدنمارك”.
ويتم في الدنمارك زرع نحو 20 ألفا من الشتائل كل يوم، وتثبيت الأشجار باستخدام آلات مجهزة بتطبيق تحديد الأماكن مع دقة ميليمترية لكي تكون مستعدة للنمو بشكل مستقيم وبالتساوي، مع استغلال جيد للمكان.
وقال كوليت إنه “إذا قطعنا 600 ألف شجرة فعلينا أن نعوض نفس العدد”، مبرزا أهمية المكننة واختيار الشتائل واستخدام التكنولوجيا الحديثة مع وجود الخبرة.
وتعد الدنمارك أكبر مصدر لأشجار أعياد الميلاد في العالم، ويصدر أربعة آلاف من مستغلي الغابات الدنماركيين 10 ملايين شجرة، 95 في المائة منها من نوع نوردمان.
ويبدأ قطع الأشجار في 15 نونبر ويستمر أربعة أسابيع في مزارع ضخمة. ويقطع كل عامل نحو ألف شجرة، وتجلب هذه التجارة ما يقرب من 150 مليون أورو سنويا.
كما يمثل موسم أعياد الميلاد، الذي يتوج 12 سنة من العناية، بداية ثلاثة أسابيع من العمل الشاق حيث يتم قطع الملايين من الأشجار وتعبئتها وإرسالها إلى 17 بلدا، لتصبح المزارع الكبرى خلايا حقيقية لإعداد جيد لأعياد الميلاد.


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى